نظَّمت دار منهل الحياة ورشة عمل الكتابة للكاتبات المسيحيّات للمرّة الثالثة الأخيرة كجزء من مشروع “صوت للمرأة العربيّة”، وقد زُوِّدت مجموعة جديدة من 12 امرأة عربيّة باستراتيجيّات وأدوات من شأنِها تعزيز مواهبهنَّ في الكتابة.
يا لها من بركة عظيمة أن نشهد اتِّحاد نساء من مختلف الدول العربيّة مثلَ لبنان وسوريا ومصر والأردن والسعوديّة في سبيل إنجاح هذا المشروع. فستضع هؤلاء النساء تدريبهنَّ موضِع التنفيذِ، إذ سيتشاركن في كتابةِ الجزء الثالث من سلسلة “صوت للمرأة العربية” بعنوان “قصص نجاح المرأة العربيّة”. يضمُّ هذا المشروع ثلاثة أجزاء ستصدر في شكل مقالات خطَّتها 36 امرأة عربيّة حول تجاربهنَّ ورسائلهنَّ وقصص نجاحهنَّ، وسيكون لكلٍّ من هذه المقالات منظور كتابيّ واضح.
وعبّرت السيّدة كيلا قائلة: “يأتي النجاح عند لحظات الاستسلام. كوني حقيقةً في كتابتكِ عن قصص النجاح ولا تتردّدي في إظهار العيوب لأنَّ الفداء أو الإصلاح يتجلّى في النجاح.” وقاد الدورة التي استمرّت يومين القس سهيل مدانات والكاتبة السيّدة كيلا أوتشوا من المكسيك. ففي جوّ ساده التفاعل والدعم والتشجيع، خلق المدرّبون مجالًا واسعًا إذ أفسحوا للمشارِكات فرصًا للمساهمة بآرائهنَّ والمشاركة في اختباراتهنَّ. فنظرًا إلى الحاجة إلى محرّرين متبصّرين في العالم العربيّ، راحت السيّدة كيلا تُشجّع بعض النساء َليتولَّينَ هذه المهمّة بكلِّ جدِّيّة. وعلى إثر هذا التشجيع، شعرت بعض النساء بالإلهام والتحفيز على التعاون في كتابة تأمّلات مسيحيّة يوميّة للمرأة العربيّة، تتناول كمّاًّ من العوامل والسمات الثقافيّة التي تنفرد بها نساء المنطقة العربيّة.
زوّدت جلسات التدريب هؤلاء الكاتبات بدروس تعرّفنَ بفضلها على بعض التعقيدات الكامنة في عمليّة الكتابة، وعلى أنماط الكتابة المختلفة، وكيفيّة دمج تقنيّات الخيال في النصوص غير الخياليّة، وفنّ الاسترسال في الكتابة. كما تلقَّينَ نصائح حول كيفيّة تكريم قرّائهنَّ. وبالإضافة إلى هذه المعلومات، أُتيحت للكاتبات الفرصة لتطبيق ما تعلّمنه نظريًّا في جلسات كتابيّة انفراديّة.
وفي أوقات الاستراحة، جلس المدرّبون مع النساء، واستمعوا إلى قصصهنّ، وعبّروا عن إعجابهم بمواهبهنَّ وشاركوا معهنَّ رحلة الكتابة الخاصة بهم، بما في ذلك العقبات والمكافآت التي واجهوها في الطريق. فتلقّت الكاتبات الحديثات إرشادات فرديّة حول كيفيّة صياغة قصصهنَّ واستخلاص محتوى نابع من حياتهنَّ اليوميَّة.
ونقف اليوم أمام مشهد النشر في الشرق الأوسط الذي يواجه عقبات غير مسبوقة خصوصًا في مجال الأدب المسيحيّ. وفي خضمّ ذلك، تبقى دار منهل الحياة إلى جانب المؤلِّفات العربيّات الواعدات بهدف إثراء المجتمعات المسيحيّة بالموارد المحليّة القيّمة والغنيّة. فمبادرة “صوتٌ للمرأة العربية” تدعم هؤلاء الكاتبات بتزويدهنّ بالمهارات اللّازمة لصقل موهبتهنّ ومنحهنّ منصّةَ نشرٍ تجعل أصواتهنّ مسموعةً، بل مدوّيةً إلى أبعد الحدود.
إنَّ التعاون مع كتّاب محليّين هو في غاية الأهميّة لأسباب عدّة. فالمؤلِّفون المحليّون ضليعون في ثقافة المنطقة وتقاليدها وفروقها المجتمعيّة الدقيقة. فتُجيز لهم هذه الأهمية الثقافيّة توصيل التعاليم والأفكار المسيحيّة بشكل فعّال وهادف في السياق المحليّ.
فقد يكون للمؤلّفين المسيحيّين المحليّين دورٌ في منح صوتٍ للأقليّة المسيحيّة في العالم العربي وذلك بإثارة قضايا تتعلّق بالمجتمع أو بخلق فرص للحوار وتعزيز التفاهم بين المجموعات الدينيّة والعرقيّة المختلفة. فمثلًا، يمكن للمؤلّفين المحليّين أن يساهموا في تصحيح المفاهيم الخاطئة أو تلك التي أُسيءَ فهمها عن المسيحيّة في العالم العربي. كما بإمكانهم أن يتصدّوا للصور النمطيّة وأن يعطوا مثالًا صحيحًا عن المسيحيّة ويبقى شغف هذه النساء للكتابة السبب لمشاركتهنَّ في هذا التدريب. فقد غادرنَ المكان محمَّلات بدافع وحافز ورؤية واضحة عن عناوين كتابتهنَّ والأسباب الدافعة لاختيارها.
نعم، سيكتبنَ قصصهنَّ وقصص النساء العربيّات في مجتمعاتهنّ.
نعم، سيصِرنَ صوت كلّ امرأة عربيّة غاب صوتُها في بحرٍ يصخب بأصوات عدائيَّة.
فصلاتنا اليوم أن يكون الكتّاب المحليّون قدوة لتشجيع المزيد من المسيحيّين العرب على التعبير عن إيمانهم كيما نخلق جيلًا جديدًا من المفكّرين والكتّاب والقادة المسيحيّين في العالم العربي.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي لتبقوا على اطّلاع بكل كتبنا الجديدة.