يُعدّ الانتقالُ من جدولٍ صيفيٍّ إلى روتينٍ خاصّ بالعام الدراسي فترةً انتقاليّة للعائلات. ولمساعدة الأولاد على إجراء هذا التغيير والعودة إلى المدرسة للعام 2023، بوسعكم أن تستخدموا المقاربات والطرائق العمليّة والروحيّة الآتية لتساعدوا أولادكم على التكيّف مع جدول العام الدراسي الجديد:

ابدأوا يومَكم بالصلاة (في المنزل أو في السيارة في أثناء التوجّه إلى المدرسة)

ابدأوا يومَكم بالتواصل مع الرّبّ واطلبوا من أولادكم أن يصلّوا معكم في الصباح قبل التوجّه إلى المدرسة وفي الطريق إليها. اطلبوا من الربّ الحماية والإرشاد وضعوا الكلَّ بين يديه. ‎ “يَا رَبُّ بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ.” مزمور 5: 3 

قد يواجه أولادُكم بعضَ المشاكل والتحدّيات في المدرسة، مثل ضغط الأقران والإغراءات، لذلك علّموهم أنّ الصلاة جزءٌ أساسيٌّ في حياتهم وهي السلاح الأقوى في وجه الشرير. إنّها تحرّرنا من قلقنا وتعزّز ثقتنا بأنفسنا وتحلّ مشاكلنا.

” لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” فيلبي 4: 6- 7 

مكّنوهم بسيفِ الروح الذي هو كلمة الله

بصفتنا آباء وأمّهات، نحن مسؤولون عن إيمان أولادنا. أنشئوا روتينًا للّيل ولوقت النوم مع أولادكم، واقرأوا الكتاب المقدّس معهم. وإذا لم يكن الولدُ يعرف كيف يقرأ بعد، يمكن مشاهدة بعض قصص الكتاب المقدّس بالصور المتحرّكة. تساعدنا قراءةُ الكتاب المقدّس على اكتساب الحكمة من الله وتُذكّرنا بوعوده لنا. “سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي” (مزمور 119: 105(. كما أنّ كلمة الله تقوّينا وتُفرِحُنا وتغذّي عقلنا وروحنا. ” شَدِّدُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ ثَبِّتُوهَا. قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: “تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُ” (إشعياء 35: 3- 4). 

حضّروا وجبةَ غداء ووجبات خفيفة صحيّة للمدرسة

إنّ إعدادَ الغداء والوجبات الخفيفة سيجعل أولادكم يشعرون بأنّهم محبوبون ومميّزون، كما وسيجلب لكم راحة البال إذ لا داعي للقلق بشأن ما سيأكلونه في المدرسة. يمكن أيضًا إضافة بعض الأطايب أو لصق بعض الملاحظات المشجّعة على علبة الغداء، الأمر الذي سيُفرحهم. قدّموا لهم أطعمة صحيّة مثل السندويشات والخضار والفواكه، وتفادوا المأكولات غير الصحيّة، مثل رقائق البطاطا والبسكويت والسكاكر. “أَكْلُ كَثِيرٍ مِنَ الْعَسَلِ لَيْسَ بِحَسَنٍ وَطَلَبُ النَّاسِ مَجْدَ أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلٌ” (أمثال 25: 27). لا تنسوا أيضًا تزويدَهم بالمياه والعصير الطازج كي يبقوا منتعشين ويُحافظوا على رطوبة جسمهم. “أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟” (1كورنثوس 6: 19). 

اسألوهم عن يومهم وراجعوا معهم واجباتهم المنزليّة

خصّصوا وقتًا للجلوس مع أولادكم وإجراء محادثة مُثمرة معهم. يمكنكم أن تسألوهم عن المدرسة وعن أحوالهم وعمّا تعلّموه، كما يمكنكم التحقق ممّا إذا لديهم واجبات مدرسيّة ومراجعتها معهم، واسألوهم هل إذا يريدون أيّ مساعدة أو يحتاجون إلى أيّ شيء آخر منكم. تذكّروا أنّكم معلّمو أولادكم في المنزل، لذلك علّموهم وأرشدوهم بناءً على ذلك. “اِسْمَعْ يَا ابْنِي تَأْدِيبَ أَبِيكَ وَلاَ تَرْفُضْ شَرِيعَةَ أُمِّكَ” (أمثال 1: 8). وإذا كان الولد يواجه يومًا عصيبًا في المدرسة أو يشعر بالقلق، عزّوه وذكّروه بأنّ الرّبّ سيساعده على تخطّي المصاعب. “كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ” (إشعياء 66: 13).

تعرّفوا بمدرسة أولادكم وأصدقائهم

رافقوا أولادكم في التوجيه الخاصّ بالمدرسة وقوموا بجولةٍ معهم في أنحاء المدرسة. من المهمّ معرفة محيط أولادكم وأصدقائهم، لذلك التقوا برفاقهم في المناسبات المدرسيّة مثلاً وتحدّثوا معهم. ” اَلْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيمًا وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرّ” (أمثال 13: 20). وفي حال لاحظتم أنّ ولدكم يُعاني مشاكل سلوكيّة أو تدنّيًا في علاماته المدرسيّة، اكتشفوا ما هو السبب وتكلّموا مع معلّميه بشكلٍ شخصيّ. “لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ” (1كورنثوس 15: 33). اجعلوا منازلَكم مكانًا دافئًا ومُرحِّبًا يأتي إليه أصدقاءُ أولادكم، وعلّموا أولادَكم أنّ أصدقاءهم مرحّبٌ بهم في المنزل.

شجّعوا أولادكم

في خلال الموسم الدراسي هذا، شجّعوا أولادكم على القراءة أو اللعب من دون استخدام الأجهزة الإلكترونيّة. إنّ كُتُبَ التلوين ودفاترَ القصاصات وكتابةَ اليوميّات والألعاب اللوحية التعليميّة، هي جميعها أنشطة مفيدة لهم، إذ تحفّز الإبداع وتعزّز مهارات الكتابة والتواصل. وقدّموا لهم المكافآت مقابل نجاحهم وإنجازاتهم لتشجيعهم على الدراسة باجتهادٍ أكبر. وقبل كلّ شيء، خصّصوا وقتًا لعبادة الرّبّ وخدمته معًا كأفراد عائلة بشكلٍ منتظم، وكرّسوا حياتكم له. “لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” (متى 6: 33).

ذكّروا أولادكم بأنَّ المعلّمين يدركون أنَّ التلامذة قد يشعرون بالقلق حيال اليوم الدراسيّ الأوّل، ولذلك سيبذلون جهدًا إضافيًّا ليتأكّدوا من أنّ الجميعَ يشعر بالراحة قدر الإمكان. إذا بدا الولدُ متوتّرًا، اسألوه عن السبب وساعدوه على إيجاد سُبُلٍ لحلّ المشاكل بغية التكيّف مع الوضع الجديد. 

أشيروا إلى الجوانب الإيجابيّة لبدء المدرسة لمساعدة أولادكم على التطلّع إلى اليوم الدراسي الأوّل. أخبروهم مثلاً أنّهم سيلتقون بأصدقائهم القدامى وسيبنون صداقات جديدة.

ساعدوا أولادكم على التكيّف مع أوقات النوم المبكرة قبل أسبوع أو اثنين من بدء العام الدراسيّ الجديد، ما يساعدهم على التأقلم مع الروتين الجديد. حدّدوا لهم وقتًا ثابتًا للنوم والتزموا به كلّ يوم. إنَّ تنعُّمَ الولد بقسط كافٍ من النوم أمرٌ بالغ الأهميّة للحفاظ على صحّته ونجاحه في المدرسة. ويرتبط عدمُ الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم بضعف التحصيل الدراسيّ، وبمعدّلات عالية من التأخير والغياب. ولمساعدة الأولاد على الاسترخاء، نقترح استحمام الولد، وقراءة كتاب معه، ووضعه في الفراش، وتمنّي ليلة سعيدة له. 

اطلبوا من أولادكم أن يُطفئوا الأجهزة الإلكترونيّة قبل موعد النوم بفترة طويلة. حاولوا توفير جوٍّ هادئ وساكن قدر المستطاع عندما يخلد الأطفالُ الصغار إلى النوم. 

الأولاد الذين يتناولون وجبةَ فطور مغذّيَة يؤدّون وظائفهم بشكلٍ أفضل. يكون أداؤهم الدراسي أفضل ويركّزون بشكل أفضل ويتمتّعون بطاقة أكبر. توفّر بعضُ المدارس وجبات فطور للتلامذة، لكن إذا لم تكن هذه هي الحال في مدرسة أولادكم، احرصوا على تناولهم فطورًا غنيًّا بالبروتين. وإذا لم يحظ الولد بالوقت الكافي لتناول الفطور، يمكن تزويده بوجبة خفيفة يتناولها في أثناء التنقل. 

ضعوا قاعدةً منزليّةً تنصّ على منع التلفاز وأيّ ملهيات إلكترونيّة أخرى في أثناء أداء الواجب المنزليّ. أشرفوا على استخدامهم الكمبيوتر والإنترنت. 

إذا كان الولد يواجه مشكلةً في فهم مادّة معيّنة، يجب مناقشة المسألة مع معلّمته/معلّمه والحصول على توصيات لمساعدته في المنزل أو المدرسة. ويجب أيضًا التحدّث مع المعلّم/المعلّمة في حال راودكم القلق بشأن الفروض المدرسيّة. 

إذا كنتم تظنّون أنَّ ولدَكم سيستفيد من خدمات تعليميّة خاصّة، قدّموا طلبًا إلى المدرسة للقيام بتقييمٍ بشأن الدخول في البرنامج التعليميّ الفرديّ. يمكن لطبيبٍ مختصّ أو لاختصاصيٍّ المساعدة في كتابة رسالة بهذا الشأن. 

بصفتنا آباء وأمّهات مؤمنين، من المهمّ ألّا يغيب عن ذهننا أنّ دورَنا لا يقتصر على توفير التعليم لأولادنا فحسب، بل لا بدّ أيضًا من أن نوجّههم ونهتمّ بنموّهم الروحي. وعندما يعود أولادُنا إلى المدرسة، يمكننا أن نطمئنَّ عالمين أنَّ يدَ الله تُمسك بهم وترشدهم وتحميهم في كلّ خطوة طول الطريق.

محتوى هذا المقال مترجم بتصرّف عن:

https://www.faithhopespirit.com/2019/09/09/6-back-to-school-tips-for-christian-parents-and-students/

https://www.focusonthefamily.com/parenting/easy-ideas-for-a-better-back-to-school/

https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/gradeschool/school/Pages/back-to-school-tips.aspx

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي لتبقوا على اطّلاع بكل كتبنا الجديدة.

Dar Manhal Al Hayat (@darmanhalalhayat) | Instagram

Dar Manhal Al Hayat | Facebook