منذ العام 2006، خدمت سوسن تنوري بأمانة كمديرة نشر دار منهل الحياة. لقد قدّمت بحماسة كلّ ما لديها من أجل تحقيق رؤية الدار، وهي رؤية عالم عربيّ متغيِّر من خلال فهمٍ شامل للإنجيل. وبعد 17 عامًا من القيادة المُخلِصَة، سوف تسلّم الشعلة لفريقها الأمين وتنتقل إلى فرص خدمةٍ أُخرى. وللاحتفال بإرثها الطويل، نودّ أن نشارككم التأثير الذي أحدثته على مرّ السنين.
عملت سوسن سنوات عدّة مع Trans World Radio ودار منشورات النفير قبل أن تنضمّ إلى دار منهل الحياة، حيث أثَّرَتِ بخبرتها وشغفها، وأمضت ساعات لا تعدّ ولا تُحصى في تطوير الموارد المسيحيّة التي طالت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بكاملها. وبما أنّ دار منهل الحياة هي دار النشر الإنجيليّة الأكثر شهرةً في لبنان، اضطلعت سوسن بمسؤوليّتها بجديّة وحرصت على أن يكونَ كلُّ منشورٍ صحيحًا كتابيًّا. كانت تُدرك أهميّة أن يكون كلُّ كتابٍ غنيًّا من حيث المحتوى وجذّابًا للقرّاء، وقد أدارت بكلّ عنايةٍ رحلة نشر الكتب. والجدير بالذكر أنّ الدّار قامت بتحديث تصميم الكتب لتكون أكثر جاذبيَّة وسهلةً للقراءة، وقد اتّبع العديدُ من الناشرين الآخرين في المنطقة الأسلوبَ عينه. وحصلت سوسن وفريق الدار مؤخَّرًا على جائزة MAI العالميَّة المرموقة “لمثابرتهم في إنشاء محتوى مسيحيّ عالي الجودة للشعب اللبنانيّ في أثناء هذه الفترة التي تمرّ فيها البلاد بضيقة اقتصاديَّة كبيرة واضطرابات اجتماعيَّة وسياسيَّة”.
ستبقى سوسن معروفةً في مجتمع النشر بشخصيَّتها المميَّزة وحضورها. إنّها متحدّثة بالفطرة تبثُّ طاقةً وبهجةً في كلّ محادثة لها. وكانت أوّل من ابتدأ بإنشاء حفلات إطلاق الكتب الخاصّة بالدار، الأمر الذي ساهم في زيادة الوعي والمشاركة بين المؤلّف والمجتمع الذي يعيش فيه. ولم يكن كلّ ذلك ممكنًا لولا الشبكة الواسعة لشركاء النشر حول العالم، وكلّيّات اللاهوت واللاهوتيّين الذين آمنوا برسالة الدار ودعموها. وقد قضت سوسن وقتًا طويلاً في الإصغاء إليهم والتعلّم منهم، والأهمّ من ذلك أنها رحّبت بهؤلاء الشركاء أصدقاءً ثم زملاء.
وأكثر ما سيتذكّره فريقها هو رعايتها الحقيقيَّة واهتمامها الصادق. إنَّها متواضعة ومتعاونة، وتهدف دائمًا إلى القيام بما هو أفضل للدار. وهذه رعايةٌ تُقدّمُها أيضًا للعديد من المؤلّفين الجدد والكتّاب المحتملين، كما أنّها توجّههم في عمليَّة النشر. ونحن على ثقة بأنَّها ستستمر في تمكين الكتّاب في رحلتهم من لحظة تكوّن أفكارهم إلى حين ظهورها حبرًا على الورق.
وخارج إطار العمل، تُعلّم سوسن النساء وتُنظّم اجتماعات لخدمة المرأة في كنيستها. الأمر الذي يمنحها بصيرةً تجاه الموارد التي تحتاج إليها النساء كي ينضجنَ في سَيْرِهنّ مع المسيح. وما زالت متحمِّسة لتدريب النساء كي يصبحنَ كاتبات ومؤلِّفات فضليات. وبالفعل، طوال فترة عملها في دار النشر، تَبارَكَ فريقُ العمل والمجتمع ككلّ بزيادة عدد المنشورات التي تتوجّه إلى المرأة، وازداد عدد الكتب التي ألّفتها النساء العربيّات. وهذا العام، أطلقت دار منهل الحياة مشروعَ “صوت المرأة العربيّة”، وهو مشروع مدّته ثلاث سنوات، يسعى إلى رفع شأن النساء في جميع أنحاء العالم العربيّ.
نشعر بالامتنان لمساهمة سوسن في إغناء المكتبة العربيّة، ونثق من كلّ قلوبنا بأنّ الله سيواصل العمل الذي بدأه من خلال فريقها. ومن أجل الاستمرار في المهمّة، ستشغل ساندرا الحاج باز منصب القيادة الجديد في الدّار، وتعمل جنبًا إلى جنب مع الفريق المتمرّس.
بالإضافة إلى 15 عامًا من الخبرة، حازت ساندرا شهادة الدكتوراه في الترجمة، وأسّست مسيرة مهنيّة مجزية في مؤسّسات عليا معترف بها دوليًّا، مثل الجامعة الأميركيّة في بيروت والجامعة اللبنانيّة الأميركيّة. كما شاركت في إنشاء وكالة ترجمة وتأليف إعلانات، تُدعى “The Write Solutions” ، وغالبًا ما تُشارك موهبتها في الترنيم من خلال خدمة “حياة التسبيح”Life of Praise . وبعد انضمامها إلى الدّار وإلى الجمعيّة اللبنانية للإنماء التربوي والاجتماعي (LSESD) بصفتها مسؤولة اتّصالات، أثارت رؤيتها وحماستها شراكات جديدة مفيدة لخدمة النشر.
نُصلّي أن يُكمل اللهُ عمله من خلال ساندرا لتطوير الدّار بناءً على الأساس الذي أرسته سوسن بأمانة. ليت الله يستخدم هذا الفريق لنشر رسالة المسيح وتجهيز الكنيسة وتشجيع الحياة المبنيّة على تعاليم الإنجيل في جميع أنحاء العالم العربيّ.